في ربيع الأوّل وصل السُّلطان جلال الدِّين إلى دَقُوقا، فافتتحها بالسِّيفِ، وسَبَى، ونَهبَ، وفعلَ مثلَ ما تفعلُ الكُفّارُ، وأحرقَ البلدَ، لكونهم شتموه، ولعنوه على الأسوار، ثمّ عَزَمَ على قصد بغداد، فانزعج الخليفة، ونصب المجانيقَ، وحصَّن بغداد، وفرّق العُدد والأهراء، وأنفق ألفَ ألفِ دينار [1] .
قال أبو المُظَّفْر [2] : قال لي الملكُ المعظَّمُ: كتب إليَّ جلال الدِّين يقول: تَحْضُرُ أنت ومَنْ عاهدني واتّفق معي حَتّى نَقْصُد الخليفة، فإنَّه كَانَ السّببَ في هلاك أبي، وفي مجيء الكُفَّار إلى البلاد، وجدنا كتبه إلى الخطا وتواقيعه لهم بالبلاد، والخِلع، والخيل. قال المعظَّمُ: فكتبتُ إليه، أنا معك على كلّ حال، إلّا على الخليفة، فإنَّه إمامُ المسلمين. قال: فبينا هو على قَصْدِ بغداد- وكان قد جَهَّزَ جيشا إلى الكُرج إلى تفليسَ- فكتبوا إليه: أدركنا، فما لنا بالكُرْج طاقة، فسار إليهم، وخرج إليه الكُرْجُ، فَعَمِلَ معهم مَصَافًّا، فَظَفِرَ بهم، فقتل منهم سبعين ألفا، قاله أبو شامة [3] ، وأخذ تفليسَ بالسّيف، وقتل بها ثلاثين [4] ألفا أيضا، وذلك في سلخ ذي الحجّة.