وقيل إنّ يوسف بْن عَبْد المؤمن سألَ: من بالباب؟ فقالوا: أَحْمَد الكُوَّرَائيّ وسعيد الغماريّ. فقال: مِن عجائب الدّنيا، شاعرٌ من كُوَّرايا، وحكيم من غمارة.

فبلغ ذلك أَحْمَد فقال: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ 36: 78 [1] ، أعجب منهما خليفة من كومية. فقال الخليفة يوسف لمّا بلغه ذلك: أُعاقبه بالحلْم والعفْو عَنْهُ، ففيه تكذيبه [2] .

وللكُوَّرائيّ فِي عَبْد المؤمن:

أبرَّ على الملوك فَمَا يُبَارى ... همامٌ قد أعاد الحربَ دارا

له الأقدار أنصارٌ، فمهما ... أراد الغزوَ يبتدرُ ابتِدارا

يقدّم للعقاب مقدّمات ... من الإنذار تمنع الاعتذارا

ومضى في القصيدة.

ومن أخرى فِي يوسف بْن عَبْد المؤمن له:

مِن قَيْس عَيْلانَ الّذين سيوفُهُم ... أبدا تصولُ ظباؤها وتصونُ

وغيوثُ حرْبٍ والنّوالُ سَحَائب ... ولُيُوثُ حرْبٍ والكفاح عرينُ

ضمِنَتْ لهم أسيافُهُم ورِماحُهُم ... أنْ يكثر المضروبُ والمطعونُ

قد أصْحَروا للنّازلات فَمَا لهُمْ ... إلّا ظهوُر السّابقات حُصونُ

ملكٌ إذا اضطرب الزَّمانُ مخافة ... لم يُغْنِهِ التّسكينُ والتّأمينُ

أشْفَى على الدّنيا فَعفَّ، وغيره ... بَدلالِها وجمَالِها مفتونُ

عُذْرًا أَبَا يعقوب إنّ عُلاكُم ... قد أفنتِ المِدَحات وهي فنونُ

وله يصف الموحّدين:

وَسَادة كأسُودِ الغابِ فَتْكُهُم ... قَصْدٌ إذا اغتال فِي الهيجاء مُغتالُ

تشوقهم للطّعان الخيلُ إنْ صَهَلَتْ ... كما يشوقُ العميد الصَّبَّ أطلال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015