ومحمد بْن مُحَمَّد اللّوشيّ الجيّانيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن خَلْفُون الأُوَيْنيّ الحافظ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن الصّفّار الضّرير، وعبد الغنيّ بْن مُحَمَّد الغَرْناطيّ الصَّيْدلانيّ، وأَبُو الخَطَّاب عُمَر بْن حسَن الكلبيّ بْن دحْية وأخوه عُثْمَان، وخلْق كثير.
وكان مُسْنِد الأندلس فِي وقته. وزَرْقون هُوَ لَقبَ جدّهم سَعِيد.
226- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن فَرَج بْن الْجَدّ [1] .
أَبُو بَكْر الفِهْريّ، الإشبيليّ، الحافظ. أصلُهُ من لَبْلة.
سَمِع أَبَا الْحَسَن بْن الأخضر، وبحث عليه «كتاب» سِيبوَيْه وأخذ عَنْهُ كتب اللّغات. وسَمِع «صحيح مُسْلِم» من أَبِي القاسم الهَوْزنيّ، ومن أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي بَكْر بْن العربيّ، وكان لا يحدِّث عَنْهُمَا.
ولقي بقُرْطُبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبا الْوَلِيد بْن رُشد، وأبا بحر بْن العاص.
وبرعَ فِي الفقه والعربيّة، وانتهت إِلَيْهِ الرئاسة فِي الحفظ والفُتيا، وقُدِّم للشُّورَى مَعَ أَبِي بَكْر بْن العربيّ ونُظَرائه سنة إحدى وعشرين. وعظُمَ جاهه وحُرمتُه مَعَ أَنَّهُ امتُحِن فِي كائنة لَبْلَة، وقُيِّد وسُجِن.
وكان فِي وقته فقيه الأندلس، وحافظ مذهب مالك. واستفاد ثروة عظيمة ودنيا واسعة، ولم يكن الْحَدِيث من شأنه، مَعَ أنّ إسناده فِيهِ عالٍ، وإليه كَانَتْ رئاسة بلده.
وكان فقيها، فصيحا، خطيبا، مفوَّهًا، كبير الشّأن. يبلغ بالبديهة ما لا يُبلَغ بالرّويّة.