وإنْ قُتِلَ المركيس فَلَه عشرة آلاف دينار. فأرسل رجلين فِي زيّ الرهبان، فاتّصلا بصاحب صيدا، فأظهرا العبادة، فأنِس بهما المركيس، ووثق لهما فقتلاه، وقُتِلا معه [1] .
وتملَّك صور بعده كنْدهري ابن أخت ملك الإنكتار، فبقي إلى سنة أربع وتسعين، فسقط من سطح ومات [2] . وكان لمّا رحل خاله إلى بلاده أرسل يستعطف صلاح الدّين ويطلب منه خِلْعةً وقَالَ: أَنْت تعلم أنّ لبس القباء والشَّرَبُوش عندنا عَيب، وأنا ألبسهما منك محبّة فيك. فنفذ إِلَيْهِ خِلْعةً سَنِيَّة بشَرَبُوش، فلبسها بعكّا [3] .
وفيها فِي صَفَر نهبت بنو عامر البصرة. تجمّعوا مَعَ أميرهم عميرة، وكان بها أمير فحاربهم، فلم يقولهم، وَقُتِلَ جماعة، ودخلوها وفعلوا كُلّ قبيح، وذهبت أمتعة النّاس [4] .