فِي أوّلها صح مِزاج السّلطان بحَرّان فرحل عَنْهَا، ومعه ولداه الظّاهر، والعزيز، وأخوه العادل، وقدِم الشّام. فبذل العادل بلاد حلب لأولاد أَخِيهِ، فشكره السّلطان عَلَى ذَلِكَ، وملّكها للسّلطان الملك الظّاهر غازي ولده. وسيَّر أخاه العادل إلى مصر، ونزل عَلَى نواحي البلقاء.
وقيل إنّ الملك الظّاهر لمّا تزوَّج بابنة العادل نزل لَهُ العادل عَنْ حلب، وقَالَ: أَنَا ألزم خدمة أَخِي وأقنع بما أعطاني. وسمح بهذا لأنّ السّلطان أخاه كَانَ فِي مرضه قَدْ أوصى إِلَيْهِ عَلَى أولاده وممالكه، فأعجبه ذَلِكَ [1] .
قَالَ العماد الكاتب: أجمع المنجّمون فِي سنة اثنتين وثمانين فِي جميع البلاد بخراب العالم فِي شعبان عِنْد اجتماع الكواكب السّتَّة [2] فِي الميزان بطوفان الرّيح فِي سائر البلدان. وخوّفوا بِذَلِك من لا توثُّق لَهُ باليقين، ولا إحكامٌ لَهُ فِي الدّين من ملوك الأعاجم والروم، وأشعروهم من تأثيرات النّجوم، فشرعوا فِي حفْر مغارات عَلَى التُّخوم، وتعميق بيوتٍ فِي الأسراب وتوثيقها، وشدّ منافسها عَلَى الرّيح، ونقلوا إليها الماء والأزواد وانتقلوا إليها، وانتظروا الميعاد وسلطاننا متنمّر من أباطيل المنجّمين، موقن أنّ قولهم مبنيّ