وَفِيهَا عاد شَيْخ الشّيوخ، وبشير من الرسْلية، ومعهم رسول صلاح الدّين بتقدُمه كان منها شمسيّة، يعني جزءا، وهي مصنوعة من ريش الطّواويس، لم يُرَ فِي حُسْنها، وعليها اسم المستنصر باللَّه مَعَد العُبيدي.
وتُوفي الخلّال أَبُو المظفّر بْن البخاريّ نائب الوزارة، فولّي مكانه حاجب باب النّوبيّ عزّ الدّين أَبُو الفتوح بْن صَدَقة.
وولي الحجابة أَحْمَد بْن هُبَيرة.
وعاد إلى الشّام شَيْخ الشّيوخ، وبشير على الفَور، فمرِضا، وطلبا الرجعة إلى العراق، فقال صلاح الدّين: أقيما. فلم يفعلا، وسارا فِي الحرّ، فماتا بالرحبة.
ونازل السّلطان حلب، وحاصرها أشدّ حصار، ثمّ وقع الصُلْح بين صاحبها عماد الدّين وبين السّلطان، على أن يعوّضه عَنْهَا سِنْجار، ونصيبين، والرّقّة، وسَرُوج، والخابور. وتسلّم حلب فِي ثاني عشر صفر. وفيه يقول القاضي محيي الدّين ابْن القاضي زكيّ الدّين ابْن المنتخب يمدحه بأبياتٍ جاد منها قوله:
وفَتْحكُمُ حَلَبًا بالسّيف فِي صَفَر ... مبشِّرٌ بفتوح القدس في رجب
[1]