قال ابْن الجوزيّ [1] : تكلّمت فِي أوّل السنَة وفي عاشوراء تحت المنظرة، وحضر الخليفة، وقلت: لو أنّي مثُلت بين يَدَيِ السُدَّة الشّريفة لقلت: يا أمير المؤمنين، كُنْ للَّه سبحانه مع حاجتك إليه، كان لك مع غناه عنك. إنّه لم يجعل أحدا فوقك، فلا تَرضَ أن يكون أحدٌ أشكر لَهُ منك.
فتصدّق أمير المؤمنين يومئذٍ بصَدقَات، وأطلَقَ محبوسين.
وأنكسفَ القمر فِي ربيع الأوّل، وكُسِفَتَ الشّمس فِي التّاسع والعشرين منه أَيْضًا [2] .
ووُلِدت امرأةٌ من جيراننا ابنا وبنتين فِي بطن، فعاشوا بضع يوم [3] .
وفِيهَا جدّد المستضيء قبَر أَحْمَد بْن حنبل رَحِمَهُ اللَّهُ، وعمِل لَهُ لوحٌ فِيهِ: «هذا ما أمر بعمله سيّدنا ومولانا الْإِمَام المستضيء بأمر اللَّه أمير المؤمنين» . هذا فِي رأس اللّوح. وفي وسطه: «هذا قبر تاج السّنّة، ووحيد الأمّة، العالي الهمّة، العالم، العابد، الفقيه، الزّاهد، الْإِمَام أَبِي عَبْد اللَّه