وفي ليلة رجب تكلَّمت تحت المنظرة الشّريفة، والخليفة حاضر، ومِن الغد حضرنا دعوة الخليفة الّتي يعملها كلَّ رجب، وحضر الدّولة، والعُلماء، والصُّوفية، وختمت ختْمة، وخلع على جماعةٍ كثيرة، وأنصرفَ مَن عادته الانصراف، وبات الباقون على عادتهم لسماع الأبيات، وفرّق عليهم المال [1] .
وفِيهَا عمل الخليفة مسجدا عظيما ببغداد، وجعل إمامه حنبليّا، وزَخْرفه. وتقدّم إليّ فصلّيت فِيهِ التّراويح [2] .
وتكلَّمت فِي رَمَضَان فِي دار صاحب المخزن وازدحموا، وكان الخليفة حاضرا [3] .
وفي شوّال هبّت ريحٌ عظيمة ببغداد، فزلزلت الدُّنيا بتُرابٍ عظيم، حتّى خيف أن يكون القيامة [4] .
وجاء بَرَدٌ ودام ساعة، ووقعت مواضع على أقوام، ومات بعضهم [5] .
وتهيّأ الوزير ابن رئيس الرؤساء للحجّ، فقيل إنّه اشترى ستّمائة جمل،