في أوَّلها دخل بغداد تتامِش الأمير الَّذِي خرج مع قَيماز، ونزل تحت التّاج، وقَبلَ الأرض مرارا، فعُفي عَنْهُ، وأعطي إمريّة [1] .
وحضر ابْن الجوزيّ مرّتين فوعظ، وأمير المؤمنين يسمع، واجتمع خَلْق لَا يُحْصَوْن [2] .
وجَرَت ببغداد هَمْرَجة، وقُبِض على صاحب الحجاب وعلى جماعة [3] .
قال ابْن الجوزيّ [4] : وجاءتني فتوى [5] فِي عَبْدٍ وأَمَةٍ، أعتقهما مولاهما، وزوَّج أحدهما بالآخر، فبقيت معه عشرين سنة، وجاءت منه بأربعة أولاد، ثمّ بانَ الآن أنها أخته لأبَوَيْه، وقد وقعا فِي البكاء والنّحيب. فعجِبْتُ من وقوع هذا، وأعلمتهما أنّه لَا إثم عليهما، وبوجوب العُدة، وأنْه يجوز لَهُ النَّظر إليها نَظَره إلى أخته، إلَّا أنّه يخاف على نفسه.