وفي كتابه يَقُولُ: «ولم ينج من عشرة آلاف غير عشرة حُمُرٍ مستنفرة، فَرَّت من قَسْوَرَة» .

[وصول الفتوحات إلى النوبة]

وذكر ابن الأثير [1] أنّ صلاح الدّين لمّا استولى عَلَى مصر، وأراد أن يستبدّ بالأمر، خاف من نور الدّين، وعرف أَنَّهُ ربّما يقصده، ويأخذ منه مصر، فشرع هُوَ وأهل بيته فِي تحصيل مملكة تكون لهم ملجأ إنْ حصرهم. فجهّز أخاه توران شاه إلى النُّوبَة، فافتتح منها.

[الفتوحات فِي اليمن]

فلمّا عاد تجهّز إلى اليمن بقصد عَبْد النَّبِيّ صاحب [زبيد] [2] ، وطرده عَنِ اليمن. وحسّن لهم ذَلِكَ عُمارة اليمنيّ. فَسَار فِي أكمل الهيبة والأهْبة، فلم يثبُت لَهُ أهلُ زَبِيد، وتفرّقوا، فعمد العسكر إلى سُور زَبِيد، ونصبوا السّلالم، وطلعوا، فأسروا عَبْد النَّبِيّ وزوجته الحُرَّة، وكانت صالحة، كثيرة الصَّدَقة، فعذّبوا عَبْد النَّبِيّ، واستخرجوا منه أموالا كثيرة، ثمّ سار توران شاه إلى عدن، وهي لياسر، فهزموه وأسروه. ثمّ سار فافتتح حصون اليمن، وهي قلعة تَعِز [3] ، وقلعة الْجَنَد [4] . واستناب بعدن عزّ الدّين عثمان بن الزَّنْجَبِيليّ، وبزَبِيد سيف الدّولة مبارك بْن منقذ [5] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015