قَالَ ابن الأثير [1] : وفيها سار طائفة من التُّرك مَعَ قراقوش مملوك تقي الدّين عُمَر ابن أخي السّلطان صلاح الدّين إلى جبال نَفُّوسَه، فاجتمع بِهِ بعض المقدَّمين هناك، فاتّفقا وكثر جمعُهُما، ونزلا عَلَى طرابُلُسَ الغرب، فحاصراها مدَّةً، ثمّ فُتِحَت، فاستولى عليها قراقوش، وسكنها، وكثُرَتْ عساكره [2] .
وفيها افتتح شمس الدّولة أخو صلاح الدّين بَرَقة عَلَى يد غلامٍ لَهُ تُركيّ.
ثمّ سار وافتتح اليمن بعد ذَلِكَ. وقبض عَلَى ابن مهديّ الخارج باليمن. وكان شابّا أسود، مُنْحَلّ الاعتقاد [3] .
وفيها سار صلاح الدّين بعساكر مصر يريد الكَرَك، وإنّما بدأ بها لقُربها إِلَيْهِ، وكانت تمنع من يقصد الدّيار المصريَّة، وتقطع القوافل، فحاصرها، وقاتل الفرنج، ثمّ رجع ولم يفتحها [4] .