ثُمَّ قَرُب مُحَمَّد شاه بْن محمود من بغداد وجاءه زين الدِّين عليّ كَوْجَك صاحب إربل نَجْدَةً، فحصرا بغداد، واختلف عسكر الخليفة عليه، وفرَّق الخليفة سبعة آلاف جَوْشَن، وعُمِلت الأتْرسة الكِبار، والمجانيق الكثيرة، وأذِن للوعّاظ فِي الجلوس، بعد منْعهم فِي سنةٍ وخمسة أشهر.
ثُمَّ ركب مُحَمَّد شاه وعليّ كَوْجَك، وصاروا فِي ثلاثين ألفا، ورموا بالنّشّاب إلى ناحية التّاج، وقاتَلَت العامَّة، ونهِب الجانب الغربيّ، وأحرقوا مائتين وسبعين دولابا.
وقاتل عسكر الخليفة فِي السُّفُن، كلّ ذلك فِي المحرَّم.
فَلَمّا كان ثالث صَفَر جاء عسكر مُحَمَّد فِي جَمْعٍ عظيم، وانتشروا على دجلة، وخرج عسكر الخليفة فِي السُفُن يقاتلون. وكان يَوْمًا مشهودا. فَلَمّا كان يوم سادس عشر صفر، وصلت سفن للقوم، فخرجت سفن الخليفة تمنعها من الإصعاد، وجرى قتال عظيم، وقاتل سائر أهل البلد.
وجاء الحاجّ سالمين فدخلوا بغداد من هذا الجانب. فَلَمّا كان يوم سادس وعشرين جاء بريد يخبر بدخول ملك شاه بْن السّلطان مَسْعُود همذان، وكبس بيوت المخالفين ونهبها. ففرح النّاس [1] .