حلب بعد أن تفقّد أحوالها وهذّبها. وفي شوّال تقرّرت الموادعة بينه وبين ملك الفرنج سنة كاملة، وأنّ المقاطعة المحمولة إليهم من دمشق ثمانية آلاف دينار صوريَّة. وكُتبت الموادعة بذلك، وأكِّدت الأيمان، فبعد شهرين غدرت الفرنج لوصول نجدة فِي البحر، [ونهضوا] [1] إلى الشعرا من ناحية بانياس، وبها جشارات [2] الخيول، فاستاقوا الجميع، وأسروا خلقا [3] .
وفيها كثُر الحريق ببغداد، ودام أَيَّامًا ووقع فِي تسع دروب سمّاها ابن الْجَوْزِيّ [4] .
وفيها سافر أمير المؤمنين إلى ناحية دُجَيل بعد قُدومه من حُلوان يتصَّيدُ [5] .
وانضاف إلى سليمان ابن أخيه ملك شاه وألْدَكز [6] وتحالفوا، فسار لقتالهم مُحَمَّد شاه، فعملوا مصافا فانتصر مُحَمَّد شاه، ووصل إلى بغداد من عسكرها خمسون فارسا بعد أن خرجوا ثلاثة آلاف. ولم يُقتل منهم أحدٌ، إنّما