الْجَزَريّ، فجاء منكورس [1] ، وأمير آخر، فقبّلا الأرض، وقالا: يا مولانا، ثبت علينا ساعة حتّى نحمل. فقال: لا والله إلّا معكما. ورفع الطّرحة، وجذب السّيف، ولبس الحديد هُوَ وولّى العهد وكُبّرا، وصاح الخليفة: يالَ مُضَر، كذب الشّيطان وفرّ، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ 33: 25 [2] ثلاثة. فحمل العسكر بحملته [3] ، ووقع القتْل، حتّى سُمِع وقْع السّيوف كوقْع المطارق عَلَى السّنادين، وانهزم القوم وسُبِيَ التّركمان، وأُخِذت مواشيهم وخَيْلهم، فقيل: كانت الغنم أربعمائة ألف رأس، وبيعت كلّ ثمانين بدانق [4] .
ثمّ نُودي بردّ من سُبيَ من أولادهم، وأخذ ألْبقشُ أرسلان شاه بْن طُغْرُل، وهرب بِهِ إلى بلده، وانهزم تُرْشك، ومسعود الخادم إلى القلعة. ثمّ أغارا بعد أيّامٍ عَلَى واسط، ونهبوا ما يختصّ بالوزير ابن هبيرة فر [جع] الخليفة إلى القتال، فخرج بالعسكر، فانهزم العدوّ، فأدركهم، ونهب منهم، وعاد منصورا، فخلع عَلَيْهِ الخليفة، ولَقَّبه: سلطان العراق، ملك الجيوش. وعرض الجيش في أُبَّهَة كاملة [5] .
ولمّا كَانَ يوم الفِطْر، جاء مطرٌ، ورعدٌ، وبرق، وزُلْزِلت بغداد من شدَّة الرّعد. ووقعت صواعق، منها صاعقة في التّاج المسترشديّ [6] .
وجاءت الأخبار بمجيء محمد شاه، وبإيفاده إلى عسكر الموصل