وقبضوا عَلَى الحَيْص بَيص، وأخرجوه من بيته حافيا مُهانًا، وحُبس في حَبس اللُّصوص [1] .
ثمّ أُحضِر الشّيخ أبو النجيب إلى باب النّوبيّ، وكُشِف رأسُه، وضُرِب خمسَ دِرَر، ثمّ حُبس [2] .
ثمّ أُخذ البديع الصُّوفيّ الواعظ صاحب أَبِي النّجيب، واتُّهم بالرَّفْض، فَشُهِّر وصُفِع [3] .
وبلغَ الخليفةَ أنّ في نواحي واسط تخبيطا، فسار بعسكره وراءه النّاس، وسار إلى واسط، فرتّب بها شِحنةً، ثمّ مضى إلى الحِلَّة، والكوفة، ثمّ عاد إلى بغداد مؤيَّدًا منصورا، فغُلِّقت بغداد، وزيّنت، وعملت القباب، وعمل الذَّهبيّون بباب الخان العتيق قُبَّة، عليها صورة مسعود، وخاصّ بك، وعبّاس، بحَرَكاتٍ تدور، وعُملت قباب عديدة عَلَى هذا النّموذج. وانطلق أهل بغداد في اللّعب والخبال، واللَّهْو إلى يوم عيد النَّحْر [4] .
وفيها كَانَ خروج الغُوريَّة، وحاربهم السّلطان سَنْجَر. وملكهم حسين بْن حسين ملك جبال الغور، وهي من أعمال غَزْنَة. فأوّل ما ملكوا بلْخ، فقاتل سَنْجَر، وأسره وعفا عَنْهُ وأطلقه، فسار حسين إلى غَزْنَة، وملكها بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن محمود بْن سُبُكْتِكِين، فانهزم من غير قتال،