قدِم السّلطان بغداد في رمضان، وسأل الواعظ ابن العبّاديّ أن يجلس في الجامع المنصور. فقيل لَهُ: لا تفعل، فإنّ أهل الجانب الغربيّ [لا] [1] يمكّنون إلّا الحنابلة. فلم يقبل، وضمن لَهُ نقيب النُّقباء الحماية. فجلس في ذي الحجَّة يوم جمعة، وحضر أستاذ دار، والرؤساء، وخلائق، فلمّا شرع في الكلام كثُر اللَّغط والضّجّات، ثمّ أُخِذت عمائم وفُوَط، وجُذِبت السّيوف حول ابن العبَّاديّ، فثبت، وسكن النّاس. ثمّ وعظ [2] .
وفيها أسر نور الدّين جوسلين فارس الفرنج وبَطَلَها المشهور، وأخذ بلاده، وهي عزاز، وعينتاب، وتلّ باشر [3] .