لمّا سار السلطان بَركيَارُوق إلى خُراسان، استعمل [1] أُنَرْ [2] عَلَى فارس وبلادها، وكان قد تغلب عليها خوارج الأعراب، واعتضدوا بصاحب كرْمان ابن قاروت [3] ، فالتقاهم أُنَرْ، فهزموه وجاءَ مَفْلُولًا.
ثمّ ولي إمارة العراق، يعني قبل بَركيَارُوق، فأخذ يكاتب الأمراء المجاورين لَهُ، وعسكر بأصبهان، ثمّ سار منها إلى إقطاعه بأذربيجان، وقد عاد، وانتشرت دعوة الباطنية بأصبهان، فانتدب لقتالهم، وحاصر قلعةً لهم بأرض أصبهان. واتّصل به مؤيّد الملك ابن نظام المُلْك، وجرت لَهُ أمور.
ثمّ كاتب غياث الدّين محمد بن ملك شاه، وهو إذ ذاك بكنجة، ثمّ سار إلى الرّيّ في نحو عشر آلاف، وهَمَّ بالخروج عَلَى بَركيَارُوق، فوثب عَلَيْهِ ثلاث فقتلوه في رمضان بعد الإفطار. فوقعت الصيحة، ونهبت خزائنه، وتفرق جَمْعُه.
ثمّ نقل إلى إصبهان، فدفن في داره [4] .
وفيها أحدق الإفرنج ببيت المقدس.
لما كَسَرَت الإفرنج، خذلهم اللَّه، المسلمين عَلَى أنطاكية في العام