القاضي أبو جَعْفَر الزَّوزني البحاثي [1] .

ذكره عَبْد الغافر فِي «سياق التاريخ» [2] ، فقال: أحد الفُضَلاء المعروفين، والشعراء المُفْلِقين، صاحب التصانيف العجيبة، المفيدة [3] جَدًّا وهزْلًا، والفائق أهلَ عصره ظرفا وفضلاء، المتعصب لأهل السُّنَّة، (المخصوص بخدمة البيت الموفَّقيّ) [4] . ولقد رُزق فِي [5] الهجاء فِي النَّظْم والنَّثْر طريقة لم يُسْبَق إليها، وما ترك من الكُبَراء والفقهاء [6] أحدًا إلّا هجاه. وكان صديق والدي، ومن البائتين عنده [7] فِي الأحايين، (والمقترحين عليه الأطعمة) [8] .

(سمعتً أَبِي يحكي عَنْهُ أحواله وتهتُّكَه، فممّا حكاه لي عَنْهُ أنه قال: ما وقع بَصَري قط على شخص إلا تصوَّرَ فِي قلبي هجاءُه إلا القاضي صاعد بْن مُحَمَّد، فَإِنِّي استحيت من اللَّه لعبادته وفضله.

ولقد خص طائفةً بوضع التصانيف فيهم، ورميهم بما برأهم اللَّه منه.

وبالغ فِي الإفحاش، وأغرب فِي فنون الهجاء، وأتى بالعبارات الرّشيقة.

وكان شِعْره فِي الطبقة العُليا فِي المديح أيضًا. وكان ينسخ كُتُب الأدب أحسَن نسْخ) [9] ولقد نسخ نسخةً «بغريب الحديث» للخطّابي، وقرأها على جدّي [10] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015