الإنشاء في أيّام المنصور [1] بن أبي عامر.

وقال الثَّعالبيّ [2] : كان بِصُقْع الأندلس كالمتنبّي بِصُقْع الشام.

ومن شعره:

أضاء لها فجر النُّهى فنهاها ... عن الدَّنِفِ [3] المُضْنَى بحرِّ هواها

وضلّلها صُبح جلا ليلِهُ الدُّجا [4] ... وقد كان يهديها إليَّ دُجاهَا [5]

وفي أوّل شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرِّقة الشِّعر، فقال في المجلس لوقته:

حسْبي رِضاكَ من الدَّهرِ الّذي عَتَبَا ... وعَطْفُ نُعْماكَ للحظِّ الذي انقلبا

ولستُ أوّلُ من أَعْيَتْ بدائَعهُ ... فاستدْعتِ القولَ ممّن ظنَّ أو حسبا

إنّ إمرأ القيسِ في بعضٍ لَمُتَّهَمٌ ... وفي يديهِ لواءُ الشِعرِ «إنْ ركِبا» [6]

والشِّعر قد أَسَرَ الأعشى وقيَّدَهُ ... دهرًا، وقد قِيلَ: «والأعشى إذا شَرِبا» [7]

وكيف أظمأ وبحري زاخر قطنا [8] ... إلى خيالٍ من الضّحْضَاحِ قد نَضَبَا

عبدٌ لِنُعماكَ فكّيه نجم هُدى ... سار بمدْحِكَ [9] يجْلُو الشَّكَّ والرِّيَبَا

إنْ شئتَ أملَى بديعَ الشِّعرِ أو كَتَبَا ... أو شئتَ خاطبَ بالمنثورِ أو خطبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015