فيها هُنِّي الخليفة بالعافية من جُدَري أصابه، وكتم ذلك إلى أن عُوفي [1] .
وكبس البرجميُّ دربًا وأخذ أموالًا. وتفاوض الناسُ أنَّ جماعةً من الْجُنْد خرجوا إليه وواكلوه، فخاف الناس ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدُّروب، فقُتِل صاحب الشُّرطة بباب الأزج، واتصلت العَمْلات [2] .
وأُخِذ من دار تاجر ما [قيمته] [3] عشرة آلاف دينار. وبقي الناس لا يتجاسرون على تسميته إلا أن يقولوا القائد أبو عليّ [4] .
وشاع عنه أنّه لا يتعرض لامرأة، ولا يمكِّن أحدًا من أخذ شيء عليها أو معها [5] . فخرج جماعة من القُوّاد والجند، وطلبوه لمّا تعاظَمَ خطره وزاد بلاؤه.
فنزلوا الأَجَمَة التي يأوي إليها، وهي أجَمَة ذات قصب كثير تمتدّ خمسة فراسخ، وفي وسطها تلّ اتّخذه معقلًا، ووقفوا على طُرُقها. فخرج البُرْجميّ وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إليّ وأنا كلّ ليلة عندكم، فإن شئتم أن ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم أن تدخلوا فافعلوا [6] .