وجاء الخبر أنّ مطلوب [1] الكُرديّ غزا الخَزَر فقَتَل وسبي وغنِم وعاد، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسَّبْي، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم [2] .
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف [3] ، ومعه أموال على سبعين جمّازة [4] ، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسودَ [5] حتّى يخفي، فهرب. وأخذوا من خاصّة أربعمائة بغْل [6] بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة [7] .
وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس، فاجتمع لهم الفُقَهاء، وخلقٌ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك، فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا