ولم يحجّ أحدٌ من العراق. ورَدّ حاجُّ خُراسان [1] .
وفيها مات أيلك الخان صاحب ما وراء النّهر الّذي أخذها من آل سامان بعد التّسعين وثلاثمائة. وكان ملكًا شجاعًا حازمًا ظالمًا، شديد الوطأة. وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُّرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السّلطان محمود بن سُبُكْتكين ووالاه وهادنه، وتودَّد لَهُ، فجاست من جهة الصّين جيوش تقصد جيوش طغان وبلاد الإسلام من ديار التُّرك وما وراء النّهر يزيدون عَلَى مائة ألف خِرْكاه، لم يعهد الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعًا لم يُسمع بِمِثِلِه ونصره الله تعالى [2] .
ومات السّلطان بهاء الدّولة أحمد بْن عَضد الدّولة، وكان مصافيا للسلطان محمود بْن سُبُكْتكين مداريا لَهُ، مُوِثرًا لمصافاته لحكم الجوار [3] .
والله أعلم.