أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع (إلا بعد تسليمه) [1] إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسُقي السُّمَّ، فلم يعمل فيه، فخُنِق بحبل [2] .
وفي رجب، سُلِّم الطائع للَّه المخلوع إلى القادر باللَّه، فأنزله في حجرة ووكّل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حُمل إليه طيب من بعض العطّارين، فقال: أمن هذا يتطيّب أَبُو العبّاس؟ قالوا: نعم. فقال:
قولوا له في الفلاني من الدار كندوج [3] فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدّمت إليه بعض اللّيالي شمعة قد أوقدت [4] ، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن تُوُفيّ [5] .
وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر باللَّه، وهو الذي جُعل وليّ العهد، ولُقّب «الغالب باللَّه» [6] .
واشتدّ في الوقت القحْط ببغداد [7] .