وصل في الماء إلى بَلَد [1] كان قد لحقه برد [2] شديد، فخلَّف بالموصل جماعة من الأتراك لِحفّظ [3] البلد، وقصد نَصِيبيّن [4] ، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين [5] ، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميّافارقين ولا يُدْرَى أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى مُعِزّ الدولة.
ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدَّيْلَم، واستأسر جميع التُرْك، وأخذ حواصل مُعِزّ الدولة ونقله، فسار مُعِزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول. ثم اصطلحوا، وعاد مُعِزّ الدولة إلى بغداد خائبًا [6] .
وفيها جاء الدُمُسْتُق إلى طَرَسُوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج [7] .
وفيها عُمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعًا.
وفيها توفي بُنْدار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأرّجان [8] .