ثُمَّ سار إلى مارِدِين وبها حَمْدَان، وخلف فيها ابنه، فنازلها المُعْتَضِد، فحاربه من كان بها. فلما كان مِن الغد ركب المُعْتَضِد ودنا من باب القلعة، فصاح بنفسه: يا ابن حَمْدَان. فأجابه، فَقَالَ: افتح الباب. فَقَالَ: نعم. ففتحه، وقعد المُعْتَضِد على الباب، ونقل ما فيها من الحَوَاصِلِ. وأمَرَ بهدمها، فهُدمت.
ووجّه وراء حَمْدَان، ثُمَّ ظفر به وحبسه [1] .
ثُمَّ سار المُعْتَضِد إلى قلعة الحَسَنيّة [2] ، وبها شداد الكُردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حَتَّى ظفر به، وهَدَمَها [3] .
وفيها هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوة بمكة، وصيَّرها مسجدا إلى جانب المسجد الحرام [4] .