توفي إبراهيم بن المهدي، وإبراهيم بن أبي سويد الذارع بصْري، وسعيد بن أبي مريم، وبكّار بن محمد السِّيرينيّ، وسليمان بن حرب، وأبو معمر عبد الله بن عَمْرو المِنْقَريّ المُقْعَد، وعبد السّلام بن مطهّر، وعبد الغفّار بن داود الحَرّانيّ، وعليّ بن محمد المدائنيّ، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلّام، وعَمْرو بن مرزوق، وقُرّة بن حبيب، وأبو الْجَمَاهر محمد بن عثمان الكفرسوسي، ومحمد بن عيسى ابن الطّبّاع الحافظ، ومحمد بن الفضل عارِم، ويزيد بن عبد ربّه الحمصيّ، والعبّاس بن المأمون بن الرشيد.
وفيها أظهر مازيار بن قارن الخلاف بطَبرِسْتان وحارب، وكان مُبَاينًا لآل طاهر. وكان المعتصم يأمره بحمل الخراج إليهم فيقول: لا أحمله إلّا إلى أمير المؤمنين. وكان الأفشين يسمع أحيانًا من المعتصم ما يدلّ على أنّه يريد عَزْل عبد الله بن طاهر. فلمّا ظفر ببابَك ونزل من المعتصم المنزلة الرفيعة، طمع في إمرة خُراسان. وبلغه منافرة المازيار لابن طاهر، فترجّى أن يكون ذلك سببًا لعزل ابن طاهر. ثمّ إنّه دسّ كُتُبًا إلى المازيار يمنيه ويستميله. وكتب المعتصم إلى ابن طاهر لمحاربة المازيار، وكتب الأفشين إلى المازيار يقوّي عزْمه، وبعث المعتصم لمحاربة المازيار جيشًا عليهم الأفشين، وجبى المازيار -[498]- الأموال، وعَسَفَ. وأخرب أسوار آمل والرَّيّ وجُرْجَان، وهرب النّاس إلى نَيْسابور. فأرسل ابنُ طاهر جيشًا، عليهم عمُّه الحَسَن بن الحسين. وجرت حروب وأمور، ثمّ اختلف أصحاب المازيار عليه. ثمّ قُتِل بعد أن أهلك الحَرْث والنَّسْل.