315 - يوسف بن عليّ بن جُبارة بن محمد بن عقيل بن سَوَادة، أبو القاسم الهُذَليّ المقرئ المغربي البَسْكريّ، [الوفاة: 451 - 460 هـ]
وبَسْكرة: بُليدة بالمغرب.
أحد الجوَّالين في الدُّنيا في طلب القراءات، لَا أعلم أحدًا رحل في طلب القراءات بل ولا الحديث أوسع من رحلته فإنَّهُ رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فَرْغَانة، وهي من بلاد التُّرك. وذكر أنَّهُ لقي في هذا الشأن ثلاثمائة وخمسة وستين شيخاً. ومن كبار شيوخه الشريف أبو القاسم عليّ بن محمد الزَّيْدِيّ، قرأ عليه بحرَّان. وقرأ بدمشق على: أبي عليّ الأهوازيّ، وبمصر عَلَى: تاج الأئِمّة.
أَحْمَد بن عليّ بن هاشم، وإسماعيل بن عمر، والحدّاد. وبحلب على: إسماعيل بن الطير، وبغيرها على: مهدي بن طرارة، والحسن بن إبراهيم المالكيّ مُصَنِّف الرّوضة، وببغداد على أبي العلاء الواسطيّ. وروى عن أبي نُعَيم الحافظ، وجماعة.
وصنَّف كتاب الكامل في القراءات المشهورة والشّواذ، وفيه خمسون رواية من أكثر من ألف طريق.
روى عنه هذا الكتاب أبو العز محمد بن -[136]- الحسين القَلَانِسِيّ وحدَّث عنه إسماعيل بن الأخشيد السِّرّاج.
وكان في ذهني أنَّهُ تُوُفّي سنة ستِّين أو قريبًا منها.
وقد قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النّحو ويفهم الكلام.
وقال عبد الغافر فيه: الضرير. فكأنه أضرّ في كِبَره. وقال: من وجوه القُرَّاء ورؤوس الأفاضل، عالم بالقراءات، بعثه نظام المُلْك ليقعد في المدرسة للإقراء، فقعد سِنِين وأفاد، وكان مُقدَّمًا في النَّحو والصَّرف، عارِفًا بالعلل، كان يحضر مجلس أبي القاسم القُشَيْريّ، ويقرأ عليه من الأُصُول. وكان أبو القاسم القُشَيْريّ يراجعه في مسائل النَّحْو ويستفيد منه. وكان حضوره في سنة ثمان وخمسين إلى أن توفي.