توفي فيها: أَحْمَد بن إسحاق بن نُبَيْط، وأبو بكر أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وزكريا بن يحيى السجزي خياط السنة، وَمحمد بن عَمْرو الْجُرَشيّ أبو عَليّ قشْمرد، وموسى بن الحسن الجلاجلي، وأبو سعد يحيى بن منصور الهروي.
وفي المحرم واقعت طي رَكْبَ الحاجّ العراقيّ بأرض المعدن، وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاجّ أبو الأغرّ، فأقاموا يقاتلونهم يومًا وليلة. واشتد القتال، ثُمَّ إنَّ الله أيّد الركب وهزموهم، وقُتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاجّ فيما مضى؛ وقُتل معه أعيان طي، ودخل الركبُ بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى.
وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلْخ بين عَمْرو بن اللَّيْث وَإسْمَاعِيل بن أحمد، فأسره إسماعيل.
وفيها غَلُظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العَبَّاس بن عَمْرو الغنوي، فالتقوا، فأُسر الغنوي، وقُتل خلقٌ من جنده. -[660]-
ثُمَّ إنَّ أبا سَعِيد بعد أنْ ضيق عليه أطلقه، وَقَالَ: بلِّغ المُعْتَضِد عني رسالة؛ ومضمونها أَنَّهُ يكفّ عنه ويحفظ حُرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرض لي.
قَالَ ابن خلّكان: كان من حديث العَبَّاس أَنَّ القرامطة لَمَّا اشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المُعْتَضِد جيشًا عليه العَبَّاس بن عَمْرو، فالتقوا، فأسره أبو سَعِيد القَرْمَطيّ في الوقعة، وأسر جميع مَن معه مِن الجيش. ثُمَّ مِن الغد أحضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرّقهم، رحمهم الله. وأطلق العَبَّاس فجاء إلى المُعْتَضِد وحده. وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين.
وفي شوال خرج المُعْتَضِد من بغداد، وسار إلى عين زَرْبة، فأسرَ وصيفًا الخادم. ثُمَّ قدِم المِصيصة ونزل طَرَسُوس، ثُمَّ رحل إلى أنطاكية. ثُمَّ جاء إلى حلب، ثُمَّ إلى بالس، وأقام بالرقة إلى سلخ السنة.
وفيها مات صاحب طَبَرسْتَان محمد بن زيد العلوي.
وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة منهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة.