الخيزران زوجة المهدى من إقطاعاتها كانت تبلغ سنويّا مائة وستين مليونا من الدراهم (?)، وكانت إقطاعات محمد بن سليمان بن على العباسى والى البصرة تدرّ عليه كل يوم مائة ألف درهم (?)، وكانت للفضل بن الربيع وزير الرشيد والأمين قطيعة تغلّ له سنويّا مليون درهم (?)، ولعلنا لا نعجب بعد ذلك إذا عرفنا أن عمرو ابن مسعدة وزير المأمون خلّف بعد وفاته ثمانين ألف ألف دينار ونقل ذلك إلى المأمون فلم يأخذه العجب، بل قال: هذا قليل لمن اتصل بنا وطالت خدمته لنا (?).

وكان الخلفاء والوزراء والولاة والقواد يغدقون على العلماء والأطباء والشعراء والمغنين، ورسم المهدى لمروان بن أبى حفصة مائة ألف درهم على مدحته ذائع مشهور، وكان يصنع الصنيع نفسه مع المغنين (?) حين يطرب لبعض أصواتهم، وتجاوز رسمه لمروان ابنه الهادى فأعطاه يوما على مدحته فيه مائة وثلاثين ألف درهم (?)، وأطربه مغن فأهداه سبعمائة (?) ألف دينار. وكان الرشيد بحرا فياضا ما بنى ينهلّ على العلماء والفقهاء من أمثال قاضيه أبى يوسف والأصمعى والكسائى، والأطباء من مثل جبرائيل بن بختيشوع، ويقال إنه صار إليه فى عهده ما يزيد على أربعة ملايين من الدراهم (?)، وكان يجزل للشعراء والمغنين من نواله، ويكفى أن نعرف أنه وصل سلما الخاسر وحده لمدائحه فيه بعشرين ألف دينار (?)، وطرب يوما لغناء مخارق فأقطعه ضيعة ودارا ووصله بثلاثة آلاف دينار (?)، أما مغنيه الأثير عنده وهو إبراهيم الموصلى فيقال إن صلاته له تجاوزت مائتى ألف دينار (?) أما الأمين فقد تجاوز بصلاته كل حدّ حتى قالوا إنه أجاز عبد الله بن أيوب التيمى الشاعر يوما بمائتى ألف درهم (?)، وطرّب ليلة لغناء إسحق الموصلى، فأعطاه ألف ألف درهم (?)، وكان يعجب بمغنّية تسمى بذلا، فأنفق عليها أموالا طائلة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015