فى السجون. وكان بعض شيعتهم يصل إلى أرفع مناصب الدولة، فما هى إلا أن تعرف سريرته حتى ينكب فتصادر أملاكه ويلقى به فى غياهب السجون أو يقتل ويصلب نكالا لأمثاله. وأول ما يلقانا من ذلك بعد المنصور إيقاع المهدى بوزيره يعقوب بن داود حين علم بإطلاقه-وكان زيدى الهوى-أحد العلويين من السجن وردّ حريته إليه، فقد ألقى به فى السجن وظل سجينا إلى أن شفع له يحيى البرمكى عند الرشيد فأمر بإطلاقه (?).

وفى عصر الهادى خرج الحسين بن على سليل الحسن بن على بن أبى طالب فى مكة والحجاز، فلقيه ومن معه جيش عباسى بالقرب من مكة، فى مكان يقال له «فخ» وقاتل قتالا عنيفا حتى قتل، وقتل معه كثيرون من أنصاره، وظلوا فى العراء حتى أكلتهم السباع والعقبان (?). وهرب خاله إدريس بن عبد الله بن الحسن أخو النفس الزكية إلى المغرب، فغلب على فاس وأسس بها دولة الأدارسة (?). وهرب أيضا خاله يحيى بن عبد الله إلى خراسان، وما زال الرشيد يتعقبه حتى طلب منه الأمان، فأجابه إلى طلبه وقدم عليه، فدفعه إلى جعفر بن يحيى البرمكى وأمره بحبسه، فحبسه، ورقّ له فأطلقه دون إذن الرشيد (?) مما كان سببا فى نكبته ونكبة أسرته كما أسلفنا، ووقع يحيى فى يد الرشيد ثانية فسجنه حتى مات. واعتقل الرشيد موسى الكاظم بن جعفر الصادق الإمام السابع عند الشيعة الإثنى عشرية، وظل فى السجن إلى وفاته (?).

ونمضى إلى عصر المأمون فيخرج عليه قبل انتقاله إلى بغداد إبراهيم بن موسى سليل الحسين بن على بن أبى طالب باليمن وتعظم ثورته ويقضى عليه (?). ويخرج محمد بن جعفر الصادق بمكة، وسرعان ما يؤخذ فيعفو عنه المأمون (?). ويخرج بالكوفة أبو السرايا داعيا لمحمد بن إبراهيم سليل الحسن بن على بن أبى طالب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015