ابن أبى أنس أحد بنى النجار فى المدينة وعامر بن الظرب العدوانى وخالد بن سنان العبسى وأمية بن أبى الصّلت الثقفى وعمير بن جندب الجهنى. ويمكن أن ندخل فيهم كثيرين ممن حرّموا على أنفسهم فى الجاهلية الخمر والسكر والأزلام (?) مثل عبد المطلب بن هاشم وقيس بن عاصم التميمى وحنظلة الراهب ابن أبى عامر غسيل الملائكة. ولا نرتاب فى أن صنيع هؤلاء إنما كان شكّا فى حياتهم الدينية، وكل ذلك يؤكد أن الوثنية الجاهلية كانت على وشك الانحلال، فما انبلجت أضواء الإسلام، حتى اعتنقه العرب ودخلوا فيه أفواجا.

5 - اليهودية والنصرانية

لا نصل إلى العصر الجاهلى حتى نجد اليهود منتشرين فى اليمن والحجاز (?)، والمظنون أنهم هاجروا من موطنهم الأصلى فى فلسطين إلى الجزيرة على أثر اصطدامهم بالقيصر طيطوس (Titus) وهدمه للهيكل سنة 70 للميلاد، وكذلك اصطدام القيصر هدريان بهم سنة 132 ففى هذه الأثناء فر كثير منهم إلى الحجاز، وسقط غير قليل منهم إلى اليمن. وقد تكون هجراتهم أقدم من ذلك، ولكن ليس بين أيدينا نصوص وثيقة، نعرف منها بالضبط مراحل وفودهم على الجزيرة سواء فى الحجاز أو اليمن، وحتى هجراتهم فى أيام طيطوس وهدريان غير واضحة تماما.

وقد استطاع يهود اليمن فى أوائل العصر الجاهلى أو بعبارة أخرى فى أوائل القرن السادس الميلادى أن يؤثروا فى ملك من ملوك التبابعة هو ذو نواس، وأن يدخلوه فى دينهم، وقد دفعوه دفعا إلى التنكيل بنصارى نجران وتحريقهم، وفى ذلك نزلت الآيات الكريمة: {(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015