عالية، ونراه فى أراجيزه يكثر من بكاء الشباب وتصوير شيخوخته وضعفه، من مثل قوله:
إمّا ترينى أصل القّعّادا … وأتقى-أن أنهض-الإرعادا (?)
من أن تبدلت بآدى آدا … لم يك ينآد فأمسى انآدا (?)
وقصبا حثّى حتى كادا … يعود بعد أعظم أعوادا (?)
والجناس واضح فى البيت الثانى، وهو يشيع فى أراجيزه، لكثرة ما كان يعنى به من الإتيان بالمصادر وأفعالها ومشتقاتها، على نحو ما صنع هنا فى الآد وانآد، وقد جانس فى البيت الثالث بين يعود وأعواد. وكثيرا ما نراه يشتق من الأسماء الجامدة أفعالا ومشتقات، أو يأتى ببعض المزيدات من الحروف، وكل ذلك بقصد الإغراب، كأن الإغراب أصبح عنده يقصد لذاته، فإن فاته فى اللفظ نفسه أتى به فيما يضعه من صيغ جديدة.
سمّاه أبوه العجاج باسم جدّه، وقد ولد له حوالى عام 65 للهجرة، ويظهر أنه عنى به منذ صغره، وأنه ما زال به حتى استيقظت شاعريته مبكرة، إذ نراه يفد معه على الوليد بن عبد الملك (86 - 96 هـ)، ونراه فى رفقة الشعراء الذين حجوا مع سليمان بن عبد الملك سنة سبع وتسعين (?). ويظهر أنه كان يولع بالرحلة منذ شبابه إلى الشرق، فينزل تارة السند وتارة خراسان.