قد أغتدى والصبح فى حجابه … والليل لم يأو إلى مآبه

وقد بدا أبلق من منجابه … متوّجىّ صاد فى شبابه (?)

معاود قد ذلّ فى إصعابه … فخرّق الضّفار من جذابه (?)

وعرف الصوت الذى يدعى به … ولمعة الملمع فى أثوابه (?)

ويلقانا بأخرة من العصر أبو نخيلة (?)، وهو مثل الشمردل كان يجمع بين الرجز والقصيد، ويقول ابن المعتز: «له فى الطّرد أراجيز كثيرة مشهورة. .

وأعاجيبه فى القنص وغيره كثيرة» وقد ساق له أطرافا من تلك الأراجيز، ولعل فى هذا ما يصحح الفكرة التى كانت تزعم أن أبا نواس أول من فتح هذا الباب. وربما كان أهمّ من جمع بين الرجز والقصيد فى هذا العصر أبو النجم العجلى، وسنعرض له عما قليل.

ويلقانا كثيرون لا يتجاوزون الرجز إلى القصيد، منهم دكين (?) بن رجاء الفقيمى ودكين (?) بن سعيد الدارمى، وقد خلط بينهما ابن قتيبة كما لاحظ ياقوت فى معجمه، ومنهم الزّفيان (?) السعدى التميمى، وأبرزهم جميعا العجّاج وابنه رؤبة اللذان انتهت إليهما صناعة الرجز، ونقول صناعة، لأن الرجز تحول عندهما إلى صناعة لغوية، فلم يعد يقصد به إلى التعبير عن الأغراض الوجدانية وحدها، بل أصبح يقصد به أيضا إلى التعبير عن غرائب اللغة، وشركهما فى ذلك من بعض الوجوه أبو النجم، ولكنه لم يبعد فى الإغراب إبعادهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015