قالت على رقبة يوما لجارتها … ما تأمرين فإن القلب قد شغلا (?)
فجاوبتها حصان غير فاحشة … برجع قول وأمر لم يكن خطلا
اقنى حياءك فى ستر وفى كرم … فلست أول أنثى علّقت رجلا (?)
لا تظهرى حبّه حتى أراجعه … إنى سأكفيكه إن لم أمت عجلا
وترضى خطّتها وتوصيها أن تكذّب عنده الوشاة، وتتوسل إليها أن لا تسرف فى لومه وعذله:
فإن عهدى به والله يحفظه … وإن أتى الذنب ممن يكره العذلا
وتكثر الرسل بينه وبين محبوباته فى ديوانه. ونراه يعمد إلى مراسلة بعضهن، على شاكلة هذه الرسالة التى أرسل بها إلى الثريا، وقد سار عنها أو سارت عنه:
كتبت إليك من بلدى … كتاب مولّه كمد
كئيب واكف العين … ين بالحسرات منفرد (?)
يؤرّقه لهيب الشّو … ق بين السّحر والكبد (?)
فيمسك قلبه بيد … ويمسح عينه بيد
وتردّ عليه الثريا شعرا (?)، وهو يعد أول من اتخذ هذا الأسلوب من تبادل الرسائل بينه وبين صواحبه، وقد تبعه فيه العباسيون.
ومن أهم ما يطبع غزله هذا الحوار القصصى الذى رأيناه على لسان محبوباته يصفن فيه لجاراتهن وأخواتهن وجواريهن حبهن له وهيامهن به. ونراه يعمد أحيانا إلى تصوير اقتحامه لليل والأهوال والأحراس على بعض صواحبه على نحو ما نعرف فى قصيدته:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر … غداة غد أم رائح فمهجّر (?)