وخمسون تلميذا بينهم من المصريين والشاميين 58 والباقون سودانيون، وفى سنة 1905 أنشئ بها قسم ثانوى، مدته أربع سنوات، مع دراسات خاصة لتخريج المدرسين والمترجمين والمهندسين والقضاة الشرعيين.

وأخذت تنشأ فى الخرطوم والسودان مدارس حكومية وغير حكومية تعنى بالتعليم الحديث وتزويد الطلاب السودانيين بتعلم اللغة الإنجليزية، ويذكر الدكتور عبد المجيد عابدين عن محمد أحمد محجوب أحد الخريجين الأوائل من كلية غوردون قوله: «لم يكن بد من انتشار آداب اللغة الإنجليزية بين جمهرة المتعلمين من شباب السودان، وساعد على ذلك نشاط المطبعة الإنجليزية وكثرة إنتاجها فى شتى الفنون والعلوم وفى كثير من أغراض الحياة العامة».

ولا بد أن نلاحظ أنه بجانب عمل المدارس وكلية غوردون فى نشر الثقافة الحديثة أخذ المعهد الدينى فى أم درمان يتسع بالثقافة الدينية الإسلامية، وتخرج فيه كثيرون عنوا بالأدب العربى وإنماء دراسته فى السودان. ونشط الفكر السودانى بعامة وأخذت ترتسم أمامه مثل عليا فى الحياة والاجتماع، وتأسس بأخرة من هذا العصر سنة 1918 بأم درمان ناد للخريجين يمثل الطبقة المثقفة فى السودان، وأخذ الخطباء يعتلون منابره معبرين عن وعى جديد بشئون الأمة السودانية ومصالحها وشئون السياسة والفكر والثقافة، وأخذ غير واحد ينادى بالإصلاح الاجتماعى والسياسى، مما أعدّ لثورة سنة 1924 وهى-فى رأينا-تعد بدء العصر الحديث فى السودان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015