الحشوى من أهل التجسيم والعقيدة الزائفة. ولولا بلاغة كتابه التى اهتدى بها البلغاء ما كان بليغ، ولولا العلوم الكثيرة التى نشأت حوله ما كان نحوى ولا لغوى، ولولا رسالته العظمى ما غلب الروم الأقوياء وملوك الفرس الساسانيين أبو بكر الصديق التيمى وعمر بن الخطاب العدوى. ويقول الشيخ محمد الشمشوى المتوفى سنة 1292 هـ/1876 م صادرا عن فكرة الحقيقة المحمدية (?):
ألا قد أقرّ الكون أنّ محمدا … لكلّ فروع الفضل أصل مقدّم
فمنه استفاد الحسن كلّ يتيمة … من الدّرّ يكساها غزال منعّم
ومنه استفاد الضوء وجه غزالة … جنى الضوء منها زبرقان ومرزم (?)
ومنه استفاد الاقحوان نضارة … وحسن جمال الثّغر إذ يتبسّم
وهو يقول إن الكون أقرّ بأن الرسول صلّى الله عليه وسلم أصل كل ما فى الكون من فروع الفضل والجمال. فمنه استفادت الحسن كلّ درة يتيمة فى عقد على لبّة سيدة جميلة منعمة، ومنه استفادت الشمس ضوءها، ومنه أخذ البدر ضوءه وكذلك نجوم المطر. ومن الرسول استفاد الأقحوان نضارته واستفاد كل ثغر لسيدة من جماله حين يبتسم. ونكتفى بما قدمنا من أمثلة المديح النبوى الموريتانى، ونقف قليلا عند نفر من مجيديه.
يقول الشنقيطى فيه «هو العلامة النحرير، واللغوى الشهير، أحد أعلام تلك البلاد، وإليه المرجع وعلى أقواله الاعتماد. . من أكابر تلاميذ العلامة المختار بن بون» المترجم له بين شعراء الفخر، ويقول الشنقيطى أيضا: «كان مدّاحا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، ومن ذلك قصيدته المعروفة بالمرجانية، وفيها يقول:
أزكى صلاة وتسليم على قمر … بدر به قد أنار الله أكوانه
يا ربّ صلّ عليه دائما أبدا … ما حلّ أعراض هذا الكون أعيانه (?)
دين حنيف محا الماحى به وعفا … آثار من كان فى خسر وأديانه
أنت الذى أزلف الله الجنان لمن … والى وأبرز للعاديه نيرانه (?)
لو كان ذا الكون إنسانا لكنت له … طرفا ولو كان طرفا كنت إنسانه (?)
أنت السراج المنير الّذي أنار به … نور السموات والأرضين أكوانه