الإسلام تعمق روحه، وأنه استشعر معانيه ومواعظه، فمضى يحيلها أبياتا وأشعارا، بل قصائد دينية، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن من أجود هذه القصائد لاميته المقيدة التى يقول فيها (?):
إن تقوى ربّنا خير نفل … وبإذن الله ريثى وعجل (?)
أحمد الله فلا ندّ له … بيديه الخير ما شاء فعل
من هداه سبل الخير اهتدى … ناعم البال ومن شاء أضلّ
فاكذب النفس إذا حدّثتها … إنّ صدق النفس يزرى بالأمل
غير أن لا تكذبنها فى التّقى … واخزها بالبرّ، لله الأجلّ (?)
ونراه يذكر فى هذه القصيدة رحلة له لعلها رحلته إلى الكوفة كما يذكر فقده لأربد ويبكيه. وعلى هذا النحو يظل لبيد بشعره الإسلامى مستمسكا بالعروة الوثقى زاجرا عن الدنيا وخدعها داعيا إلى أن يكفّ الإنسان عن سيئاته ومرغّبا له فى الباقيات الصالحات حتى يغتنم بقية أجله بخير عمله.
اسمه جرول. ولقّب بالحطيئة لقصره أو لدمامته، وقد ولد لأمة تسمى الضّراء، كانت لأوس بن مالك العبسى. ونشأ فى حجره مغموزا فى نسبه، وجعله ذلك قلقا مضطربا منذ أخذ يحسّ الحياة من حوله، وزاد فى اضطرابه وقلقه ضعف جسمه وقبح وجهه، إذ كانت تقتحمه العيون، ولم يكن فيه