ألا إننا نحمى الحمى ونحوطه … ونزداد صبرا تحت كلّ النوائب

ومن شاء فلينظر عواقب معشر … جنى حربنا يزجره شؤم العواقب

ويقول إن العلويين هم الذين جلبوا هذه الحرب التى لا تزال تتجدد حربا بعد حرب، ولا نزال نقتل فيهم ونقصى بعض كتائبهم فى مواقع حامية الوطيس جرّعت شجعانهم موتا مريرا، فولّوا مدبرين كأنهم بغاث طار مسرعا بعضه إثر بعض خوفا من صقور مدربة، وقد هزمناهم قهرا وتغلغلنا فى حماهم وهجنا نساءهم وأعولن يندبنهم. وإننا لنحمى حمانا ونقيه، وتزيدنا الحروب صبرا وشجاعة، ومن شاء فلينظر عواقب من نحاربهم ومدى ما جنته الحرب عليهم، وإذن يزدجر لما يرى بعينه من شؤم العواقب. ويقول محمد بن الطلبة اليعقوبى المتوفى سنة 1272 هـ‍/1856 م مفاخرا ببنى عامر (?):

وبنو عامر هم القوم كلّ ال‍ … قوم والرّأس والذّرى والرّوابى

وبهاليل كالمصابيح زهر … من كهول جحاجح وشباب (?)

دينهم حفظ دينهم وعلاهم … وعلوم الكتاب والآداب

لا هم يفرحون للخير إن م‍ … سّ ولا يجزعون عند المصاب

صحب الله جمعهم وحباهم … بالرّضا عنهم وحسن المآب

وسقى الله حيث أمّوا وساروا … من حيا المزن مدجنات الذّهاب (?)

وبنو عامر-فى رأى محمد بن الطلبة-هم القوم ولا قوم سواهم وهم الرأس والقمم والكثبان العالية، وهم سادة مشرقون كالمصابيح من كهول كرام وشباب، دينهم حفظ عقيدتهم وعلاهم وعلوم القرآن الكريم والآداب، لا يفرحون حين يصيبهم الخير ولا يجزعون حين تنزل بهم مصيبة، ويدعو لله لهم أن يرضى عنهم فى اجتماعهم وتفرقهم وعند مآبهم وعودتهم ويسقى منازلهم ومسيرتهم من غيث السحب المتراكمة العظيمة. ويقول باب بن بيب المتوفى سنة 1276 هـ‍/1860 م مفتخرا (?).

ألوى بصبرك لاعج الأشواق … إن الأحبّة آذنوا بفراق (?)

يا من يسابقنى ويطلب عثرتى … إنّي-لعمرك-سابق السّبّاق (?)

وإذا المسائل أحجمت وتمنّعت … وأبت مشاكلها على الحذّاق (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015