قبله لا يكادون يتجاوزون ما فى الألفية وشروحها فنظم لهم وألف كتبا مفيدة ذكر فيها لكل مسألة الشواهد من كلام العرب، فذلّل لهم بذلك النحو وقواعده، واستقدمته قبائل الزوايا لتعليم أبنائهم العربية، وله مقدمة فى النحو ألفها للمبتدئين، توفى حوالى سنة 1220 هـ‍/1806 م. وتعاقبت له مدرسة حتى نهاية هذا العصر قبل العصر الحديث وما فرض على موريتانيا من الحماية الفرنسية، إذ تتلمذ له بلاّ البوحسنى الشقراوى، وكان عالما مشهورا ونحويا كبيرا، وهو أحد من تخرجوا على يديه، ومن أهم تلاميذ بلاّ عبد الودود بن عبد ألّ، وهو-كما يقول الشنقيطى-نحوى شهير، انفرد به من غير نكير، أوضح للناس أسراره، وأعلى مناره، وبلغ فيه مبلغا لم يبلغه غيره، وتخرج على يديه الحسن بن زين، ويقول الشنقيطى له استدراك على لامية الأفعال لابن مالك، وتخرج على يديه سيبوبه البلاد، يحظية بن عبد الودود، توفى قريبا من سنة 1320 هـ‍/1903 م.

ومن العلوم التى اهتم بها العلماء فى موريتانيا علم الكلام أو التوحيد ويتردد فى نعت كثير من فقهائهم ونحاتهم أنهم كانوا متكلمين، وممن ألف فى علم الكلام مبكرا محمد بن أحمد الحسانى المعقلى، وله فيه شرح الصغرى للسنوسى، توفى سنة 1048 هـ‍/1639 م. وكان عمر الولاتى الملقب بالخطاط أشعرىّ العقيدة، وكان مداوما على علم الكلام قراءة ونقلا وتعليما، وكان يقول: لو علمت عقيدة من علم الكلام لا أعرفها وفى مصر من يعرفها لرحلت إليه حتى أتعلمها، وكان يقرئ فيه كتب السنوسى ودليل القائد والجزائرية وإضاءة الدجنة للمقرى، توفى سنة 1107 هـ‍/1695 م. ومنهم الطالب الأمين بن الحبيب الخرشى كان غاية فى علم التوحيد، يقرئ عقيدة السنوسى المعروفة بأم البراهين وعقيدته الصغرى وإضاءة الدجنّة ومنظومة الجزائرى ودليل القائد قراءة تحقيق توفى سنة 1166 هـ‍/1753 م. ومن المتكلمين محمد بن يدفور قاضى تشيت، وكان يقرئ طلابه عقائد السنوسى الخمس ودليل القائد وإضاءة الدجنّة وجوهرة التوحيد، كما كان يقرئهم قراءة نافع وألفية ابن مالك وقطر الندى لابن هشام، وتوفى سنة 1188 هـ‍/1775 م. ومنهم الشيخ محمد بن عمر الخطاط الولاتى وطنا المالكى مذهبا الأشعرى اعتقادا الشاذلى طريقة، أخذ العقيدة الأشعرية عن أبيه عمر والفقه والفرائض عن عبد الله بن أبى بكر الولاتى والمنطق والعروض عن محمد بن موسى بن إيجل الولاتى والحساب والفلك عن التقداسى، وله مقدمة فى التوحيد سماها جوهرة الإرشاد، توفى سنة 1191 هـ‍/1778 م.

ومرّ ذكر المختار بن بون بين النحاة، وله كتاب وسيلة السعادة فى علم التوحيد اختصر فيه تصانيف السنوسى الخمسة فى العقيدة مع بعض زيادات، ويمكن أن يتخذ رمزا لكثير من علماء موريتانيا الموسوعيين، فهو ينظم تلخيص القزوينى فى علوم البلاغة، ومختصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015