أبو على (?) اليوسى: الحسن بن مسعود

أهم شعراء الزاوية الدلائية، ولد سنة 1040 هـ‍/1631 م، ونشأ نشأة متواضعة، وشغف بالعلوم الإسلامية واللغوية، ورحل فى طلبها وتعددت رحلاته إلى مراكش وسوس ودرعة وسجلماسة. وفى نحو العشرين من عمره استقر فى الزاوية الدلائية واختلف إلى حلقات علمائها يتزود منهم، حتى إذا شهدوا له بنبوغه وتفوقه تصدر للتدريس، وظل ناعما فيها بالتدريس إلى سنة 1078 هـ‍/1668 م، وهى السنة التى استولى فيها السلطان الرشيد العلوى على الزاوية الدلائية بعد هزيمة أهلها أمامه، وقد أخذ كل ما كان فيها من مال وسلاح وكل ما فى الخزائن من الكتب، وأمر شيوخها: اليوسى وغيره بالرحيل إلى فاس، وهدمها ولم يبق منها باقية. وأخذ اليوسى يحاول استعادة مكانته العلمية فى فاس، وأخذ يناله غير قليل من الشهرة، وأقبل على دروسه الطلاب وشاعت مؤلفاته. ونزل مراكش بأخرة من حياته وتصدر فيها للتدريس، وحظى برضا حكام الدولة العلوية وخاصة السلطان إسماعيل. وأدى فريضة الحج وعاد منه ليسلم روحه إلى بارئه سنة 1102 هـ‍/1691 م. وكان شاعرا بارعا، وله ديوان شعر مطبوع يشهد له-كما يقول الأستاذ ابن تاويت-بمكانة ممتازة فى قرض الشعر الجزل وفى أسلوبه الأخاذ بسحر بيانه الباهر بطول نفسه. ومن أهم قصائده رائية طويلة رثى بها الزاوية الدلائية، وهو يستهلها بقوله:

أكلّف جفن العين أن ينثر الدرّا … فيأبى ويعتاض العقيق بها جمرا (?)

وأسأله أن يكتم الوجد ساعة … فيفشى وإن اللّوم آونة أغرى

وكانت عيون الحادثات غوافلا … زمانا وخطب الدهر كان بنا غرّا (?)

عدت غدوة أيدى الحوادث فاختلت … خلاها فعادت بعد نضرتها غبرا (?)

وأبدلن مأنوس الديار وأهلها … بوحش وحوّلن الأهيل بها قفرا (?)

فلا جفن إلا وهو مغض على القذى … ولا عين إلا من نجيع الشّجا حمرا (?)

وهو يقول إنه كلف عينيه أن تنثر لآلئ الدموع على الزاوية الدلائية فأبتا إلا أن تنثرا دموعا كالعقيق الأحمر بل لكأن العقيق استعاض بها جمرا مشتعلا، ويسألهما أن يكتما الوجد والحزن لحظة أو لحظات فيفشيان همه وغمه، وكأن اللوم يغرى على الإفشاء أكثر فأكثر. وكأن الأحداث كانت غافلة عنها، وكأن خطب الدهر كان غافلا بدوره، وإذ أيدى الحادثات تأتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015