وإذا المنيّة أنشبت أظفارها … ألفيت كل تميمة لا تنفع

والنفس راغبة إذا رغّبتها … وإذا تردّ إلى قليل تقنع

وروى الرواة أنه قال حين حضره الموت يخاطب ابن أخ له يسمى أبا عبيد (?):

أبا عبيد وقع الكتاب … واقترب الوعيد والحساب

وأشاع الإسلام فى نفوس كثير من الشعراء برّا ورحمة بأهليهم وأقربائهم، ويشتهر فى هذا الصدد عمرو بن شأس الذى سبق أن عرضنا له فى شعر الفتوح، فقد كان له ابن من أمة سوداء، وكانت امرأته تؤذيه وتستخف به فعاتبها بقطعته المعروفة (?):

أردت عرارا بالهوان ومن يرد … عرارا لعمرى بالهوان فقد ظلم

وكان ينحو هذا المنحى معن (?) بن أوس المزنى فى عتابه لابن عمه الذى أساء إليه إساءة كبيرة. وظل يسئ إليه وهو يوالى أشعاره فى صفحه عن زلاته برّا به وبقرابته مع تجنّيه عليه وتجرّمه، يقول (?):

وذى رحم قلّمت أظفار ضغنه … بحلمى عنه وهو ليس له حلم

فما زلت فى لين له وتعطّف … عليه كما تحنو على الولد الأمّ

ومن غير شك كان يستهدى فى ذلك آى الذكر الحكيم التى تدعو إلى البر بالأقرباء والصفح الجميل. ويمرض عمرو (?) بن أحمر الباهلى فيتوجه إلى ربه داعيا (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015