إلى السلطان المرينى لتحسين العلاقات بينهما، وتحسنت وتعددت بينهما السفارات. وأخذت الدولة الحفصية تزداد ضعفا فى النصف الأول من القرن الثامن الهجرى، مما جعل السلطان المرينى أبا الحسن يجتاح تلمسان والجزائر ويدخل تونس سنة 748 هـ‍/1347 م ويظل بها سنتين، ويعلم بثورة أبى عنان ابنه عليه فى المغرب الأقصى فيعود إلى بلاده. وتعود للحفصيين دولتهم فى طرابلس وتونس والجزائر الشرقية حتى بجاية، ويحاول أبو عنان-بعد توليه الحكم-الاستيلاء من جديد على تونس ويكتسح الجزائر سنة 753 هـ‍/1352 م ويوجه إلى تونس حملة بحرية لمعاونة القوات البرية. ويستولى عليها لمدة شهرين، إذ يضطر إلى مبارحتها لثورة قبيلة رياح عليه ويهدم حصونها فى الزاب، ويعود إلى فاس عاصمته. وتستعيد الدولة الحفصية مدنها فى الجزائر الشرقية وتتحسن العلاقات بينها وبين الدولة المرينية. وتعود إليها قوتها فى عهد السلطان الحفصى أبى فارس عبد العزيز فيعدّ سنة 827 هـ‍/1423 م جيشا جرارا يفتح به غربى الجزائر وتلمسان حتى إذا اقترب من فاس يريد غزوها أرسل إليه صاحبها أبو سعيد عثمان المرينى رسالة يقول فيها: «إن البلاد بلادكم والسلطنة سلطنتكم وجميع ما تأمروننا به نمتثله» وكانت الرعية شكت من ظلمه فأمره أبو فارس بالعدل الذى لا تصلح حياة الرعية بدونه، وعاد إلى عاصمته تونس. ويتولى الحكم بعده حفيده أبو عمرو عثمان سنة 838 هـ‍/1434 م وامتد حكمه إلى خمسة وخمسين عاما نعمت فيها تونس والجزائر الشرقية بالأمن والعدل والرخاء، وثارت عليه تلمسان فاستردّ ولاءها لدولته وهو خاتمة الخلفاء الحفصيين المهمين، وتوفى سنة 893 هـ‍/1487 م وأخذت الدولة بعده فى التدهور وأخذت تستقل عنها بعض البلاد فى إقليم الجزائر الشرقية.

(ج‍) بنو عبد (?) الواد بتلمسان

لم نفصل القول حتى الآن عن تلمسان، وكان بنو زناتة يسيطرون عليها، ومر بنا أن الأدارسة استولوا عليها، وأن الفاطميين أخضعوها لهم بعدهم، وانحسرت عنهم دولتهم، أو ثاروا عليها، مما جعل صنهاجة بزعامة بلكين تغزوهم سنة 368 للهجرة ويثأرون لأنفسهم بزعامة زيرى بن عطية سنة 389 وتهزمهم صنهاجة سنة 395 وتظل زناتة مسيطرة على تلمسان إلى أن يستولى عليها يوسف بن تاشفين المؤسس الحقيقى لدولة المرابطين بمراكش سنة 474 هـ‍/1081 م وتظل تابعة للمرابطين إلى انتهاء دولتهم، وتتبع بعدهم دولة الموحدين. وقرّبوا منهم بنى عبد الواد الزناتيين. وفى سنة 627 هـ‍/1229 م ولوا منهم جابر بن يوسف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015