للبائع الثمن أغناما. وصناعاتهم أولية، ومعيشتهم بدوية، ولهم سادة وشيوخ وقد تعيّن القرية أو البلدة قاضيا، والزواج شرعىّ مالكى، والصداق والجهاز بحسب العرف.

ولم يدخل الإسلام بلدا إلا رافقه التعليم والعلم، إذ كان المسلمون لا ينزلون بلدا أو يفتحونه إلا أقاموا فيه مسجدا وأخذوا يدعون للإسلام ويحفظون الناس القرآن وينشئون لهم الكتاتيب، وتتحول الناشئة بعد حفظ القرآن إلى حلقات العلماء فى المساجد يدرسون عليهم شيئا من تفسير القرآن الكريم والحديث النبوى والفقه كما يدرسون عليهم العربية، وكل ذلك حدث فى موريتانيا مثلها فى ذلك مثل بقية البيئات الإسلامية، وقد تحول أهلها إلى مجاهدين فى سبيل الله ينشرون الدين الحنيف ويعلمونه فى السودان الغربى. وكانت تلك حركة دينية تعليمية كبرى لصنهاجة فى القرن الخامس الهجرى وبعده، وحاولت أن أتعرف إلى علماء موريتانيا قبل القرن العاشر الهجرى الذى استكملت فيه تعريبها بفضل قبائل المعقل العربية: حسان وغيرها، وكانت النساء هن اللائى يقمن على تحفيظ الصبية القرآن الكريم إلى الثانية عشرة من عمرهن، وبعد هذه الدورة فى الكتاتيب ينتقلون إلى حلقات الشيوخ. والبلدان تختلف فيما يدرسه الصبى بعد ذلك مباشرة فبلاد تبدأ بالفقه وكتبه، وبلاد تبدأ بالعربية ودواوين الشعر والعقيدة الأشعرية. ولم تكن هناك حكومة تنفق على التعليم، فكان العلماء مثل الطلاب يعملون لكسب عيشهم. وذكرت أهم الكتب التى كانوا يتدارسونها فى مختلف العلوم والآداب، وعرضت أعلام العلماء فى قراءة القرآن الكريم وتفسيره وفى الحديث النبوى والفقه وفى العربية وعلم الكلام.

وتحدثت عن تعرب موريتانيا وأنه بدأ بطيئا، وأخذ فى النمو مع حركة الشيخ عبد الله ياسين ويبدو أن ولاته سبقت غيرها من المدن إلى هذا التعرب بفضل ما قام بها من حركة علمية غير أن الكثرة فى موريتانيا-وربما أيضا فى ولاته-كانت تستخدم اللغة البربرية فى حياتها اليومية حتى إذا انتشرت القبائل الحسانية وأخواتها من قبائل المعقل العربية تم تعربها ولكنها لم تنطق العربية، إنما نطقت العامية العربية التى كانت شائعة على ألسنة عرب المعقل. وأخذت فى استعراض شعراء الموضوعات المختلفة، وبدأت بشعراء المديح، وترجمت لابن رازكه ومحمد اليدالى الديمانى وحرم بن عبد الجليل العلوى، وعرضت شعراء الفخر والهجاء، وترجمت للمختار بن بون ومحمد بن سيدىّ الأيبيرى، وبالمثل شعراء الرثاء، وترجمت لباب بن أحمد بيب العلوى. وتحدثت عن شعراء الغزل، وترجمت للأحول الحسنى ومحمد بن الطلبة اليعقوبى ويقوى الفاضلى، كما تحدثت عن شعراء التصوف وترجمت للمختار الكنتى والشيخ سيديّا، وعن شعراء المدائح النبوية، وترجمت لمولود بن أحمد الجواد اليعقوبى ولمحمد بن محمد العلوى ومحمد بن حنبل الحسنى، وبالمثل تحدثت عن الشعراء والشعر التعليمى ومنظوماتهم العلمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015