ساحل برقة عند بنغازى ودرنة، وتكثر فى الداخل، وتلقانا على حدود مصر واحة جغبوب وغربيها واحة أوجلة وواحة جالو وإلى الجنوب واحة كفرة. والواحات كثيرة أيضا فى الصحراء المترامية بمنطقة طرابلس مثل واحة غدامس غربا وبونجيم شرقا ومزدة إلى الشمال وغات فى أقصى الجنوب، وشماليها شرقى فزان واحة القطرون.
وإذا جاوزنا ساحل ليبيا والجبال وراءه وجدنا المادة الغذائية للأشجار والنباتات قليلة فيما عدا الواحات التى تخلع فيها الصحارى الليبية ثيابها الرملية الصفراء وترتدى حللا خضراء من حين إلى حين. ومن المؤكد أن فى الشمال وفى مناطق قريبة منه مساحات كثيرة قابلة للزراعة.
غير أن المياه بصفة عامة قليلة، مما يسبب قلة الزروع، وأكثر جهات ليبيا أمطارا ساحل منطقة طرابلس والجبال وراءها وساحل برقة من بنغازى إلى درنة وما وراءهما من الجبل الأخضر. وتقل الأمطار فى خليج سرت وفى المناطق الصحراوية. ويمكن تلافى قلة الزراعة فى ليبيا بتوفير مياه كثيرة لها عن طريق ثلاث وسائل: أولاها حفر آبار ارتوازية، ومعروف أنه يمكن أن تتعمق فى الأرض إلى أكثر من مائة متر بينما الآبار العادية قلما تتعمق إلى أكثر من ثلاثة أمتار أو أربعة، وثانيتها تركيب مراوح هوائية على الآبار تديرها الرياح السريعة التى تهبّ هناك، وثالثة تلك الوسائل إصلاح السدود والصهاريج والقنوات المطمورة التى كانت مبنيّة زمن الرومان أو محفورة للحفاظ على السيول المنحدرة من الجبال وعلى أمطار الشتاء المنهمرة حول المدن فى الشمال وفى الداخل. ومن المؤكد أن الزراعة كانت مزدهرة بليبيا أيام الرومان، إذ كانوا يعدّونها مخزنا لغلاتهم وحاجتهم من زيت الزيتون. ومن أهم أشجارها-بجانب أشجار الزيتون- أشجار النخيل، وخاصة فى الواحات ويقال إن فى واحة غات خمسين نوعا من البلح الليبى، ومن أشجارها اللوز، وتكثر فى الشمال كل أنواع الخضروات والفواكه والكروم، وتكثر فى طرابلس الثمار الحمضية مثل البرتقال والليمون واليوسفى. وعلى الجبال والهضاب والأجزاء الصحراوية مراع متسعة ترعى بها الإبل والبقر وقطعان الأغنام والخراف. والمعادن بليبيا كثيرة، فبجانب البترول المكتشف حديثا الكبريت ويشغل مساحة واسعة فى خليج سرت، ولذلك يسمّى خليج الكبريت. ويوجد المرمر فى غربى طرابلس وبنغازى ويوجد فى الأخيرة الشب والفوسفات، وتشتهر فزان بالنطرون. والمظنون أن بليبيا معادن كثيرة مثل القصدير والرصاص والزنك والحديد. والمناخ فى ساحل ليبيا مناخ البحر المتوسط المعتدل فيما عدا خليج سرت، فمناخه وخيم. وأكثر اعتدالا وأقل حرارة فى الصيف مناخ الجبال وراء طرابلس وبرقة لارتفاع سفوحها ومصاطبها المختلفة، أما ما وراء الجبال من الهضاب والصحارى الداخلية فتشتد فيه الحرارة كلما توغّلنا جنوبا حتى لتصبح بعض الأنحاء فى الصيف أشبه بحمامات عالية الحرارة، فضلا عما يهبّ فيها من لهب متّقد محمّل بغلالات ساخنة من التراب والرمل اللافح.