كتب التاريخ. وظل بعد وفاة أبيه لا يبرح قرطبة حتى وفاته سنة 469 وليس بين أيدينا ما يدل على أنه عمل فى دواوين الدولة حتى نهاية عهد أبى الحزم جهور سنة 435. ويبدو أنه كان له ولأبيه من قبله ما كفل لهما الحياة الكريمة، ونرى أبا الوليد حين يخلف أباه جهورا يلحقه بدواوينه ويفرض له راتبا واسعا. وذكر مترجموه أنه لقّب بلقب صاحب الشرطة، واستظهر الدكتور محمود مكى أن يكون هذا اللقب أسبغ عليه رسميا فقط دون أن يتولى القيام على الشرطة بقرطبة. وحين قسم أبو الوليد بن جهور الحكم فى إمارته قرطبة بين ولديه عبد الملك وعبد الرحمن، وجعل لعبد الملك أمر قرطبة نفسها، وكان سئ التدبير حاصره المأمون بن ذى النون أمير طليطلة، مما جعله يستنجد بالمعتمد بن عباد أمير إشبيلية، وانتهز المعتمد الفرصة فاستولى على تلك الإمارة سنة 463 ونفى منها أبا الوليد وابنيه عبد الملك وعبد الرحمن كما مر بنا فى غير هذا الموضع، ونرى ابن حيان يهنئه بهذا الفتح، كما نراه يوثق علاقته بأبى بكر بن زيدون وزير المعتمد، وفى الذخيرة رسالة له يشكره فيها على ما أرسله إليه من القمح والزيت والدهن، وظلت العلاقة وثيقة بينهما إلى وفاة ابن حيان. ويذكر له الدكتور محمود مكى ثلاثة كتب تاريخية بجانب المقتبس هى:
1 - أخبار الدولة العامرية: دولة المنصور وابنيه المظفر عبد الملك والناصر.
2 - كتاب المتين ويبتدئ بتاريخ الفتنة سنة 399 إلى نحو سنة 463.
3 - وكتاب البطشة الكبرى وهو فى خلع المعتمد بن عباد لأبى الوليد بن جهور عن قرطبة ونفيه مع ولديه عبد الملك وعبد الرحمن إلى جزيرة شلطيش فى الجنوب الغربى للأندلس.
ونظن ظنا أن أخبار الدولة العامرية لم تكن كتابا مستقلا عن كتاب المتين، بل كانت أجزاؤه الأولى، وبالمثل كتاب البطشة الكبرى كان جزءا فى كتاب المتين، إذ يقال إنه كان فى ستين مجلدة. وكأن ابن حيان إنما كان له فى رأينا كتابان فى تاريخ الأندلس كتاب المقتبس وكتاب المتين، وقد سقط كتاب المتين من يد الزمن بسبب ضخامة حجمه، وفى كتاب الذخيرة والجزء الثالث من البيان المغرب لابن عذارى والمغرب لابن سعيد وكتب ابن الأبار نقول منه كثيرة. وبقيت من المقتبس خمس قطع أو قل خمسة أجزاء: جزء يضم إمارة الحكم الربضى (180 - 206 هـ) وشطرا من إمارة ابنه عبد الرحمن الأوسط (206 - 238 هـ) وقد تملكه المستشرق بروقنسال ورجع إليه مرارا فى كتابه «تاريخ