لسان النرجس (?)
ومن شعراء العصر الذين عنى ابن بسام برواية طائفة من رسائلهم الشخصية البديعة ابن الحداد الذى مضت ترجمته بين أفذاذ الشعراء فى العصر، وتنم رسائله عن أنه كان مثقفا ثقافة واسعة بالآداب العربية وما يطوى فيها من أعلام وأمثال وأشعار، وبعلوم الأوائل وما يطوى فيها من فلسفة وغير فلسفة، ومن طريف رسائله فى الشكر والإخاء (?):
«يا سيدى الذى هو قسيم ذاتى إن تحققت الذّوات والنّحائز (?)، وشقيق نفسى إن تبيّنت الخلائق والغرائز، ومن أبقاه الله بقاء الفرقدين (?) فى تدبير السّعدين. بيننا من التحام المقة (?)، واستحكام الثّقة، ما أربأ (?) به عن تضمين الصّحائف، ولو قدّت من السّوالف (?)، وأنزّهه عن اشتمال المداد، ولو كان من دم الفؤاد، فصفاؤنا شمسىّ النّقاء، ووفاؤنا فلكىّ البقاء، ولا تضمّن الطروس، إلا ما لحقه الدروس. وكتابى هذا إثر إتحافك لى بكتابين كالنّيّرين، فإن كان القمر ويوح (?)، لإنارة الّلوح، فهذان، لجلاء الأذهان».
ومن الكتاب المبدعين أبو عبد الرحمن بن طاهر، وسنخصه بكلمة، وكان يعاصره أبو الحسين (?) سراج بن عبد الملك بن سراج اللغوى الفقيه الكاتب المتوفى سنة 508 وله رسالة طريفة بناها على الدعابة فى الشفاعة لشخص يسمى بالزريزير مستغلا اتفاق اسمه مع اسم طائر الزّرزور على هذا النمط (?):
«يصل بالكتاب-وصل الله علوّك، وكبت عدوّك-شخص من الطيور يعرف بالزّريزير أقام لدينا أيام التّحسير (?)، وزمان التبلغ بالشّكير (?)، فلما وافى ريشه، ونبت بأفراخه عشوشه، أزمع عنا قطوعا (?)، وعلى ذلك الأفق الّلدن تدلّيّا ووقوعا، رجاء أن