بالكتابة إلى جنود لمتونة (المرابطين) فى بلنسية بالخزى، فكتب ابن أبى الخصال عنه إليهم بكل تنكيل وخزى (?)» وأفحش أبو مروان عليهم فى رسالته بقوله فى بعض فصولها: «أى بنى اللئيمة وأعيار الهزيمة، إلام يزيّفكم الناقد (?)، ويردكم الفارس الواحد؟ فليت لكم بارتباط الخيول ضأنا لها حالب قاعد، لقد آن أن نوسعكم عقابا وأن لا تلوثوا (?) على وجه نقابا، وأن نعيدكم إلى صحرائكم، ونطهّر الجزيرة من رحضائكم (?)». وهى مبالغة فى الإفحاش على جيش المرابطين المجاهد فى الأندلس، مما أحنق على بن يوسف، فأخّر أبا مروان عن كتابته. ويقول صاحب المعجب: إن على بن يوسف راجع أبا عبد الله بن أبى الخصال فيما كتب أخوه وأن أبا عبد الله استعفاه فأعفاه ورجع إلى قرطبة بعد ما مات أخوه أبو مروان بمراكش» وأخوه إنما توفى سنة 539 مما يدل-فى رأينا-على أن على بن يوسف لم يقبل استقالتهما من ديوان الكتابة وأنهما ظلا يعملان فيه حتى وفاة على بن يوسف سنة 537 على الأرجح، وربما عملا فيه بعد وفاته إلى أن توفى أبو مروان، فعاد أبو عبد الله إلى قرطبة، ولازم داره بها حتى توفى سنة 540.

ولأبى عبد الله رسائل شخصية ومواعظ ووصف نثرى للطبيعة ومقامة، وسنعرض لكل ذلك فى غير هذا الموضع، وحسبنا الآن أن نعرض لرسالتين اخترناهما من رسائله الديوانية كتب أولاهما فى سنة 507، وهى موجهة إلى أهل الأندلس للحض على الجهاد وإعلامهم أن أمير المسلمين على بن تاشفين عزم على خوض معارك ضارية مع النصارى الشماليين وفى فاتحتها يقول:

«كتابنا-أعزّكم الله-بتقواه، وكنفكم بظلّ ذراه، ووفّر حظوظكم من حسناه، من حضرة مراكش-حرسها الله-يوم الاثنين منتصف شوال من سنة سبع وخمسمائة بين يدى حركتنا يمّن الله فاتحتها وعقباها، وقد قرعنا الظّنابيب (?)، وأشرعنا الأنابيب (?)، وضمّرنا اليعاسيب (?)، واستنفرنا البعيد والقريب، مستشعرين إخلاص نية، وصدق حميّة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015