إليه ذلك وأفردناه بالنظر فى دقّه وجلّه (?)، وقلّه وكثره (?). . وما فعل من ذلك كلّه فنحن فعلناه، وما قال فيه فكأننا نحن قلناه، ولا نوقف ما أمضاه، ولا نمضى ما وقعّه وأباه، ولا نرى فى أحد منكم إلا ما يراه، ولا نتولاّه كائنا ما كان إلا أن يتولاّه، ولا نرضى من أحواله ما لا يرضاه، بلساننا يتكلم، وعما فى جناننا (?) يترجم، وعلى ما يوافقنا يسدى ويلحم (?)».

وفى رأينا أن هذه قسوة فى معاملة الرعية، وواجب الحاكم الأعلى مثل على بن يوسف أمير المرابطين أن يأخذ الرعية بالحلم، وأن يوصى ولاته بمعاملتها بالعدل الذى لا تصلح حياة الناس بدونه وأن يسمعوا إلى شكواهم وأن يفتحوا أبوابهم لكل متظلم أو مظلوم فى الرعية. وتخلو بعض السطور فى رسائل ابن القصيرة من السجع، وهو ما جعل عبد الواحد المراكشى يقول عنه: «كان ابن القصيرة على طريقة قدماء الكتاب من إيثار جزل الألفاظ وصحيح المعانى من غير التفات إلى الأسجاع التى أحدثها متأخرو الكتّاب، اللهم إلا ما جاء فى رسائله من ذلك عفوا من غير استدعاء». وهذا الحكم إنما يصدق فقط على بعض سطور تتخلل أحيانا رسائله المسجوعه.

ابن أبى الخصال (?)

هو أبو عبد الله محمد بن مسعود الغافقى الشّقورى المعروف بابن أبى الخصال، المولود سنة 465 بفرغليط إحدى قرى شقوره من إقليم جيان غربى مرسية. سكن قرطبة، ودرس على شيوخها، ونهل من حلقاتهم ما جعله متفننا فى العلوم مستبحرا فى الآداب واللغات، عالما بالأخبار ومعانى الحديث والآثار والسير والأشعار. ويضيف ابن بشكوال إلى ذلك أنه «كان مفخرة وقته وجمال جماعته، حسن العشرة، واسع المبرة، من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015