ولما هزمت قريش فى موقعة بدر هزيمتها المشهورة، فقتل كثير من رجالها وسادتها حزّ ذلك فى نفسه، فناح على قتلاها بقصيدة طويلة يقول فيها (?):

ماذا ببدر فالعقن‍ … قل من مرازبة جحاجح (?)

هلاّ بكيت على الكرا … م بنى الكرام أولى الممادح

وجمع له شولتهس Schulthess مجموعة من أبياته ترجمها إلى الألمانية ونشرها فى ليبزج سنة 1911 وفى سنة 1936 نشر له بشير يموت فى بيروت صائفة من أشعاره باسم ديوان أمية. وتدور هذه الأشعار فى موضوعين أساسيين أما الموضوع الأول فيتحدث فيه عن خلق السموات والأرض ونشأة الكون مستدلا بذلك على وجود الله، ومتحدثا عن الموت والفناء والبعث والنشور والعذاب والثواب على شاكلة قوله (?):

إله العالمين وكل أرض … وربّ الراسيات من الجبال

بناها وابتنى سبعا شدادا … بلا عمد يرين ولا رحال (?)

وسوّاها وزيّنها بنور … من الشمس المضيئة والهلال

ومن شهب تلألأ فى دجاها … مراميها أشدّ من النّصال (?)

وشقّ الأرض فانبجست عيونا … وأنهارا من العذب الزّلال (?)

وكلّ معمّر لا بدّ يوما … وذى دنيا يصير إلى زرال

ويفنى بعد جدّته ويبلى … سوى الباقى المقدّس ذى الجلال

وسيق المجرمون وهم عراة … إلى ذات المقامع والنّكال (?)

فنادوا ويلنا ويلا طويلا … وعجّوا فى سلاسلها الطّوال (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015