سمت على النجم طول … منها فروع باسقه (?)

والموشحة تردّ إلى بحر الرجز وزحافاته. والموشحة الثالثة جمع فيها بنفس السلاسة والانسياب بين مديح المعتصم بن صمادح والمعتمد بن عباد، وفى أحد أقفالها يقول فيهما:

بحرا نعم لمن ورد ظمآن … سيفا نقم لمن مرد (?) أو خان

ولعل فيما قدمنا ما يوضح نهج ابن عبادة القزاز وأنه كان يعنى بتقصير أجزاء القفل والغصن حتى يتيح لموشحته كل ما يمكن من عذوبة النغم وحلاوته، وعادة لا يكتفى بذلك بل يعنى عناية شديدة بانتخاب ألفاظه، بحيث تعبق الموشحة بأريج عطر من النغم البديع.

يحيى (?) بن بقى

هو أبو بكر يحيى بن محمد بن عبد الرحمن القرطبى القيسى المشهور باسم ابن بقى نسبة إلى جد أبيه، وقد ترجم له الفتح فى القلائد، فقال عنه: «هو رافع راية القريض، وصاحب آية التصريح فيه والتعريض، أقام شرائعة، وأظهر روائعه، وصار عصيّه طائعه، إذا نظم أزرى بنظم العقود، وأتى بأحسن من رقم البرود، ضفا عليه حرمانه، وما صفا له زمانه، فصار قعيد صهوات، وقاطع فلوات، مع توهم لا يظفره بأمان، وتقلّب دهر كواهى الجمان» وهو أحد من حكمت عليه حرفة الأدب بإقلاله وحرمانه، فامتطى غارب الاغتراب إلى بلاد المغرب، ويبدو أن كثيرا من الأبواب أغلقت دونه مما جعله ينشد:

وغلت فى المغرب الأقصى فأعجزنى … نيل الرغائب حتى أبت بالنّدم

ولم يلبث أن فتح له باب كبير هو باب بنى عشرة قضاة سلا بالقرب من الرباط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015